لماذا نغفل عما نملك ونجري وراء السراب?
--------------------------------------------------------------------------------
تسحرنا الانهار الكبيرة...تبهرنا الشلالات الهادرة...
ترهبنا الغابات متوحشة الجمال...فهل بحثنا يوما عن ينابيع الاعماق
هذه الوديعة الهادئة التي تختزن عطاء السماء وحنان الارض...
.تنساب صامتة تفتت الصخر..تندي اليابس...تنبجس على السطح رقراقة
تنشر الواحات الصغيرة فتلقي على الهجير سلام الخضرة...
تنهل من النبع....تبتعد...تعود....ترى ماءه العذب بانتظارك فتطمئن..
.وتوغل في البعد..
يوجعك التعب والظما... فتستعيد عذوبة النبع...
تحرقك شمس القهر والغضب...فتذكر صفاء الماء..
يدهشك الحقد والغرور..فيتراءى لك التسامح والتواضع...
ينبثق الوجه..من زحام الوجوه..مشعا بطيبته..مضيئا بابتسامة
طالعة من اعماق محبة خجولة لا تفصح عن نفسها كلاما..
ولكن وقت الشدة وانت تبحث عن ملجا تجد باب الرحمة مفتوحا ...
والوجه الطيب يبتسم.. يرجوك ان تدخل في رحابه لان دخولك يسعده..
تختزن هذه المحبة في قليبك وتقول..متى ارد الجميل?
متى اسند الشجرة العتيقة فقد اتعبتها الايام.
تتمنى ان تعود فقد سئمت الانهار والشلالات والغابات.
.زالت عن عينيك غشاوة السحر والانبهار..عرفت ان السنبلة الناظرة الى الارض هي الممتلئة.
.وان النتصبة هي الفارغة...وان ينابيع الاعماق هي التي تطفىء
عطش الارض وتندي اليابس..تحن الى الوجه الطيب الذي احب بصمت.
.واعطى بصمت..تتحدث معه تسمع صوته على البعد وقد هدجه الكبر وصلبه الكبرياء..
يقول.. الم يحن وقت العودة?
تقول ..انتظرني..لم يبقى الا القليل..
تلهيك افراح..تشجيك احزان..الزمن يجري وتظن
انه يسابقك ليحقق لك الامال..وتظن ان الذين وعدوك بالانتظار سينتظرون.
.وتشتاق اليه..تسال عنه فيقولون..صوح النبع وغاض الى الاعماق..
ويقولون..سكت القلب ويده لا تزال ممدودة بالعطاء.
ويشرق الوجه الوادع في القلب...
تتلالا العينان بالفرح عند اللقاء وينطلق الصوت بدعوات الرضا عند الوداع..
الان وهو بعيد تستعيد ملامحه الحلوة..المطمئنة بنور الايمان...تسترجع صوته الهادىء...
كل كلمة كانت حكمة...
وكل تصرف كان درسا...
فلماذا غفلنا عن الحكمة والايمان?
لماذا نغفل عما نملك ونجري وراء السراب?
لماذا يفتنا الكلام والثرثرات..
وننسى بلاغة الصمت والعطاء?
لماذا ولماذا ولماذا ...
كل هذه تساؤلات لم اجد لها اجابة عندي...
فعلي اجد ضالتي عندكم